الجمعة، 6 مايو 2011

ملاحظات في ترجمة الرواية في العراق و العالم العربي

ا.د. كاظم العلي

كان من المؤمل أن تلقى هذه الورقة البحثية في الندوة التي أقامتها دار السياب للطباعة و النشر و الترجمة بعنوان "أثر الترجمة في عالمية القصة القصيرة في العراق" في يوم الأربعاء الموافق 4/5/2011 لكن حال دون ذلك أسباب ..........

مقدمة (1):

بالرغم من ان الأدب العراقي يحفل بالعديد من الأسماء اللامعة في كتابة القصة القصيرة و غيرها من الأجناس الأدبية إلا ان كتابنا و أدبائنا  و قصاصينا يفتقرون للعالمية لأسباب شخصية تتعلق بالكتاب و الأدباء العراقيين أنفسهم  أو بسبب من انغلاق العراق على نفسه دولة و شعبا و حضارة و ثقافة و خصوصا في فترة الحكم الشمولي التي خطفت العراق زهاء ما يقرب من أربعة عقود مما يجعل الحديث عن عالمية القصة القصيرة في العراق صعبا بل و غير ممكن و عن أثر الترجمة في ذلك أيضا . لدينا في البصرة ، مثلا، قصاصون كبار مثل محمود عبد الوهاب و محمد خضير و مهدي عيسى الصقر ، و لكن لا أحد منهم ، مع الأسف للمرة الثانية، يملك شعبية نظرائهم المصريين من أمثال يوسف إدريس و يحيى حقي أو نجيب محفوظ. 

حظوظ ترجمة أعمال القصاصين و الروائيين العراقيين أقل بكثير من حظوظ زملائهم المصريين  ربما لأن مصر أكثر انفتاحا على الآخر ، لأن مصر بلد سياحي ، يستقبل الآخر و يحتضنه،  و لهذا يقضي الكتاب و المترجمون الأجانب فترات طويلة للإطلاع على الحضارة و الثقافة المصريتين و على اللغة العربية بينما لم يعد العراق منذ 1968 بلدا مضيافا، فالأجنبي و كل من يقترب منه أصبح موضع شك و ريبة و متابعة من عيون رجال الأمن. إن تتبع سير حياة معظم، إن لم نقل جميع، مترجمي الأدب العربي الكبار تكشف عن فترات سياحية ممتازة قضوها بين الكتاب و المثقفين العرب في مصر و لبنان بل ان مترجم الأدب العربي الحديث الشهير دينيس جونسون ديفيز الذي سكن القاهرة نهائيا يعلن عن انقطاع صلته بوطنه الأم انكلترا و عدم زيارته له منذ مدة طويلة. و برأيي المتواضع أرى ان المترجم الأجنبي يلعب دورا بارزا في نشر العمل المترجم أكثر من المترجم المحلي لأسباب عديدة و منها سهولة استقبال الاسم الأجنبي للمترجم من مواطنيه و توقعات القراء بأن المترجم الأجنبي سيكون أكثر تلبية للجوانب الأسلوبية و الجمالية في عملية النقل، و قد يكون الحل الوسط هو بمشاركة المترجم المحلي نظيره الأجنبي.

مقدمة (2):

في البلدان المحكومة بالشمولية تكون الترجمة إلى اللغة الأجنبية في معظمها ترجمة دعائية (بروباغاندا) ...خذ مثلا ما أنتجته دار المأمون للنشر و الترجمة في العراق من ترجمة خطابات و أحاديث الرئيس العراقي السابق و مؤتمرات الحزب القطرية و القومية و الأعمال الأدبية التي تروج للنظام مثل "الأيام الطويلة" التي تحكي سيرة "نضال" صدام حسين لصاحبها عبد الأمير معلة  أو رواية "شهداء بلا أكفان" لكاتبها المغمور الأسير العائد من إيران عزيز العبيدي الذي كرمه و ميزه الرئيس السابق بطريقة لم يفعلها مع أي من الكتاب الكبار إذ جاء في الأمر الرئاسي 1740 في 8 نيسان 2000 بوجوب قيام المستويات الحزبية المختلفة و الوزراء بقراءة الرواية  و بقيام المحطات الإذاعية و التلفازية ببثها و بترجمتها إلى الفارسية و عدد من اللغات الحية و توزيعها على الجامعات الأجنبية و المنظمات الإنسانية و السفارات الأجنبية.فلو ان مثل هذه الإمكانات و الموارد سخرت لخدمة الثقافة و الأدب العراقيين من دون ادلجة لكانت خدمت النظام بصورة اكبر و أوسع!

مقدمة (3):

بين مؤسسة الزواج الاجتماعية و ممارسة الترجمة الثقافية في العالم العربي خطوط متشابهة عديدة:

-       يقدم الشاب على الزواج من دون أن يكون مؤهلا ماديا، و يقدم الطالب على اختيار أقسام اللغات و الترجمة من دون مؤهلات لغوية.
-       لا تقدم الدولة للمتزوجين الشباب و المترجمين الشباب الرعاية الكافية بسبب عدم انتباهها و اهتمامها و "ضعف مواردها" في الحالتين.
-       تنتج مؤسسة الزواج العديد من الأبناء الذين لا تتوفر لهم الرعاية التربوية و التعليمية الكافية بسبب أعدادهم الكبيرة و كذلك هو الحال مع أقسام اللغات و الترجمة التي تقبل الطلبة بالمئات في الدراستين الصباحية (و المسائية).
-       خريجو مؤسسة الزواج و خريجو أقسام اللغات و الترجمة أعضاء غير منتجين في المجتمع، و هو ما يمكن أن نلمسه من ندرة نتاج أساتذة و خريجي قسمي اللغة الإنكليزية و الترجمة في كليتي الآداب و التربية في جامعة البصرة مثلا.

إن الناشر الرئيس للأدب العربي المعاصر باللغة الإنكليزية اليوم هو الجامعة الأمريكية بالقاهرة إذ ترجمت الجامعة جميع أعمال نجيب محفوظ مغطية بذلك سبعين عاما من الإبداع. و بالرغم من تأكيد الجامعة على الأدب المصري، فإنها لم تهمل أدب بقية العالم العربي.و في غضون الخمسة عشر عاما الأخيرة ، تحسنت نوعية النتاجات المترجمة كثيرا ، و تقوم مطبعة الجامعة بتوزيع (80%) من نتاجها المترجم في مصر و (15%) في الولايات المتحدة و (5%) في المملكة المتحدة.

لقد توجهت إلى قسم الترجمة بكلية الآداب بجامعة البصرة بمقترح تخصيص مشاريع الدراسات العليا في القسم لترجمة الأدب و الدراسات الترجمية و اللغوية و الفلسفية و الفكرية المهمة من و إلى اللغة الإنكليزية و تمت الموافقة عليه بين تحفظ و ممانعة و من المؤمل أن يتخرج أول طلابي بترجمة رواية "باخ الأطفال" للروائية الأسترالية هيلين غارنر مع مناقشة اشكاليات ترجمة الأدب الأسترالي. و من الممكن أن يكون جزءً من المشاريع موجها نحو ترجمة نماذج متميزة من الأدب العراقي إلى الإنكليزية.

و لست أدري كيف يحق للبعض الحديث عن نظرية المؤامرة التي ربما يكون ادوارد سعيد أول من أشار إليها بمقاله   “Embargoed Literature”  المنشور في صحيفة The Nation. لنسلم جدلا أن هناك مؤامرة تستهدف نشر الأدب العربي المترجم، فما الذي أعددناه من رباط الخيل...ما الذي ترجمناه و شجعنا الآخرين على ترجمته من أجل كسر الحواجز اللغوية و الثقافية و من اجل كسر الصور النمطية السلبية عن العرب و نتاجهم الأدبي؟؟

حوارات المترجمين:

تعد المقدمات التي يكتبها المترجمون لأعمالهم المترجمة و الحوارات التي يقومون بها مصدرا مهما من مصادر استكشاف جوانب خافية من العمل الترجمي الإبداعي إذ لم يعد المترجمون جنودا مجهولين و عبيدا مخلصين لكتابهم و نصوصهم الأصلية خصوصا في ضوء النضال الذي يخوضه عدد كبير من المترجمين و منظري دراسات الترجمة من أجل الحصول على حقوقهم المادية و المعنوية و الاعتبارية و بدفاعهم عن أصالة عملهم الإبداعي و هو أمر أنكره و لا زال ينكره عليهم عدد كبير من المهتمين بالشأن الأدبي و الثقافي الذي كما يرى هلير بيلوك في محاضرته التيلرية عن الترجمة :
The art of translation is a subsidiary art and derivative. On this account it has never been granted the dignity of original work, and has suffered too much in the general judgment of letters. This natural underestimation of its value has had the bad practical effect of lowering the standard demanded, and in some periods has almost destroyed the art altogether. (Bassnett, 1993:138)

أن فن الترجمة فن ثانوي و اشتقاقي. و بموجب وجهة النظر هذه فإن الترجمة لم تمنح مطلقا منزلة العمل الأصيل، و قد عانت الكثير في التقييم العام للآداب. و كان لهذه المنقصة الطبيعية لقدرها التأثير العملي السيئ في تقليل المعيار المطلوب، و دمرت في بعض الفترات الفن بكامله تقريبا.

سنسلط الضوء في الصفحات القليلة القادمة على حوار أجري مع المترجم البريطاني أنتوني جوزيف كالدربانك الذي عنوانه "القراء الإنجليز أصيبوا بخيبة أمل في الروايات المترجمة من العربية"و المنشور في موقع الجمعية الدولية للمترجمين العرب . و يكشف الحوار عما سبق ذكره من أهمية معايشة المترجم للغة العمل الأدبي المنوي ترجمته و عن ضرورة إطلاع الروائي العربي على تقنيات كتابة الرواية العالمية و التخلي عن أساليب الكتابة العربية أو تخفيف حدتها. و تبقى الإشارة ألمهمة هي أن ترجمة النتاج العربي و نشره قضية تحتاج في الأساس إلى موارد مادية لا غير ، و العرب اليوم يملكون الكثير من تلك الموارد ، أما إذا كانت القيادات السياسية التي تملك القرار بشأن توجيه تلك الموارد و صرفها لا تعبأ بالشأن الثقافي و لا بترجمة الأدب العربي و نشره و تحسين الصور النمطية السيئة التي تحاول بعض الجهات ترسيخها فلا يحق لنا أن نشتكي و نتباكى من ظلم الغرب لنا و "تدويخ" العالم بمظلوميتنا :
قام السيد أنتوني جوزيف كالدربانك البريطاني الجنسية والذي يعمل مساعدا لمدير مكتب المجلس الثقافي البريطاني، بترجمة عدد من القصص القصيرة في أوائل التسعينات منها أربع قصص فلسطينية في مجموعة لنور وعبد الوهاب المسيري عنوانها أرض الزعتر والحجر ولا يزال يترجم القصص القصيرة والنبذ الأدبية الأخرى لمجلة بانيبال البريطانية، وكذلك قام بترجمة العديد من الروايات العربية الخباء، الباذنجة الزرقاء لميرال الطحاوي، ذات لصنع الله إبراهيم، رادوبيس لنجيب محفوط.والقارورة ليوسف المحيمد.
و سألخص أهم النقاط التي ركز عليها كالدربانك في حديثه عن ترجمة الروايات العربية:
1- في البداية نحب أن نتعرف على مسيرتك في الاطلاع على الأدب العربي وخصوصا في مجال الرواية

بدأت قراءة الأدب العربي وأنا طالب في جامعة مانشستر حيث درست اللغة العربية هناك في قسم الدراسات الشرق أوسطية ولكن في هذه المرحلة المبكرة من اللغة كانت قراءة الأدب تجربة صعبة. مستوى اللغة لم يكن كفاية لاستيعاب الرواية بشكل مباشر وكانت عملية القراءة بطيئة وغير تلقائية. إلا أننا في هذه الفترة اطلعنا على بعض الأعمال العظيمة في التراث العربي مثل المتنبي والجاحظ وامرىء القيس مما استفدت منه كثيرا فيما بعد. انتقلت بعد الدراسة إلى القاهرة لكي أتعمق في اللغة وأعيش في بيئتها ووجدت بعد فترة قصيرة أن قدرتي على اللغة ليس فقط الفصحى بل العامية أيضا قد تحسنت بحيث أنه كان بإمكاني أن أقرأ بسهولة اكبر بكثير وأستوعب النصوص التي بين يدي وأقدرها بفعالية ومن هنا بدأت أقرأ محفوظ وادريس وانيس منصور وكتاب مصريين آخرين ولكن كانت معرفتي بكتاب عرب من جنسيات أخرى ما زالت محدودة للغاية.
2- تجربتك الأولى في ترجمة الرواية العربية كانت مع روايات ميرال الطحاوي. كيف كانت هذه التجربة وبماذا تميزت روايات ميرال؟
أول رواية ترجمتها كانت الخباء لميرال الطحاوي. هي رواية قصيرة ذات طابع أسطوري سحري يخلط بين الأحداث الواقعية والحكايات الفلكلورية البدوية. احتاجت الترجمة إلى الكثير من التصرف مني كي انتج نصا يقبله القارئ الإنجليزي خصوصا مع أبيات الشعر والحكم البدوية وعلى سبيل المثال في بعض الأحيان الترجمة تعطي معلومات زيادة تشرح سياق البيت بدلا من ترجمة حرفية. فأنا اجتمعت مع الكاتبة لمناقشة بعض النقاط في النص لكي أتوصل إلى فهم عميق للنص والاختيارات التي قامت بها ميرال. أسلوب ميرال صعب ومعقد مليء بالإشارات إلى الأدب الكلاسيكي ليس كل قارئ مصري يفهمه بشكل كامل وأعتقد أن الترجمة الإنجليزية يكون أسهل فهما بالنسبة إلى القارئ من الأصل العربي. تعلمت من هذه التجربة ضرورة الاتصال بالكاتب من أجل الحصول على فهم مضبوط ليس فقط للنص بل أيضا للدوافع والأهداف التي وراءه .
3- كمترجم إلى أي حد تتدخل في تفاصيل العمل المترجم وهل يتم ذلك بالاتفاق مع الروائي صاحب العمل؟

أتدخل بالتأكيد ولكن حسب أسلوب النص الأصلي فعلى سبيل المثال التدخلات أكثر مع رواية لميرال منها مع عمل لنجيب محفوظ ويتم هذا أحيانا بالاتفاق مع الكاتب وأحيانا لا فأنا لم أقابل محفوظ ولم يكن هناك حاجة إلى ذلك و أيضا يعتمد على معرفة الكاتب للغة الإنجليزية فعندما ترجمت ذات لصنع الله إبراهيم قام صنع الله بقراءة النص المترجم كاملا لأنه كان يريد أن يطمئن بان الترجمة تعطي نفس الفكرة التي كان يقصدها بالأصل العربي وفي بعض الأحيان دارت بيننا نقاشات حيوية حول الاختيارات المختلفة للكلمة المضبوطة.

4- ما هي عوائق ترجمة الروايات العربية إلى الإنجليزية؟

إن كنت تقصد بالعوائق الحواجز فلا توجد عوائق بالنسبة إلى الترجمة نفسها فكل جملة في العربية قابلة للترجمة إلى الإنجليزية بطريقة أو بأخرى فأرى أن المشكلة تكمن أكثر في مدى تقبل القارئ الإنجليزي للرواية المترجمة فتقاليد الأدب العربي تختلف عن التقاليد الإنجليزية من حيث تطوير الأشخاص وسلسلة الأحداث وتركيبها و سمعت من قراء إنجليز قرءوا روايات مترجمة من العربية عن "خيبة أملهم" من ضعف الشخصيات وأيضا مما يسمونه إفراطاً في العاطفية وقد يعود ذلك إلى خبرة القارئ الإنجليزي مع الرواية منذ قرون وصغر سن الرواية العربية ولكن لا تنس عدم إقبال القارئ الإنجليزي على الأدب المترجم بصفة عامة وليس على اللغة العربية فقط.

5- حدثنا عن تجربتك في ترجمة فخاخ الرائحة ليوسف المحيميد .

تعرفت على فخاخ الرائحة لأول مرة عندما أرسلت لي الزميلة مارجرت اوبانك محررة مجلة بانيبال في بريطانيا فصلين من الرواية طالبة مني ترجمتها للمجلة فقرأت الفصلين فأعجبتني قوة اللغة وبساطتها وصدقها مع حيوية الشخصيات وجراءة الرواية كان شيئا منعشا وجديدا بالنسبة إلي وكانت أول تجربة مع الرواية السعودية فقررت أن أترجمها على الفور واتصلت بيوسف وطلبت منه نسخة من الرواية فلما قرأتها زدت حماسا للعمل وقمت بترجمتها.
6- أحيانا تتم ترجمة بعض الأعمال إلى الإنجليزية ليس بسبب الجودة الفنية في الرواية ولكن لأنها تلامس بعض الأمور المتعلقة ببيئة المكان. هل يشكل هذا الأمر هاجسا لك في الترجمة؟

بلا شك هناك بعض الأفكار النمطية
stereotypes الرائجة حول الآخر في كل المجتمعات ونجد إن أحيانا الناشر يميل إلى نشر القصص أو الروايات التي تخدم هذه الأفكار وعلى سبيل المثال قد يكون الإقبال على أعمال نسائية توحي بأن المرأة العربية مضطهدة دون التركيز على أوجه أخرى من حياتها. أو مثال آخر رواية بنات الرياض فالعنوان مغر والموضوع ممتع ومثير حتى إذا كان الجودة الأدبية ناقصة كما يقول البعض ولكن مع ذلك فيمكنك أن تتأكد أن ترجمتها ستلاقي اهتماما واسعا. ولكن هذا الأمر لا يسبب مشكلة بالنسبة إلي كمترجم لأني قبلت بعض الأعمال التي عرضت علي للترجمة ورفضت البعض الآخر. أعتقد أن كلما كثر عدد الأعمال المترجمة إلى اللغة الإنجليزية فإن الصورة العامة التي تقدمها هذه الأعمال إلى القارئ الأجنبي عن العالم العربي وثقافته ستتسع والاهتمام بالأشياء المعينة الضيقة ستختفي.

7- إلى أي حد انفتاح القارئ الإنجليزي لقراءة الروايات العربية المترجمة؟

هي مشكلة لأن انفتاح القارئ الإنجليزي لقراءة الروايات المترجمة من أي لغة محدود للغاية ونسبة الأعمال المترجمة التي تنشر سنويا ضئيلة جدا بينما تكون النسبة في دول أخرى مثل فرنسا أو ألمانيا أعلى بكثير. فقد يرجع ذلك إلى أسباب كثيرة منها ثروة الأدب الإنجليزي ) أو بالأدق الأدب الذي يكتب بالإنجليزي فيشمل هذا الأدب الأمريكي والأفريقي والهندوباكستاني والأسترالي الخ) مقارنة بالآداب الأوروبية الأخرى. فأنا أعرف شخصيا قراء إنجليز قالوا إنهم لا يقرأون الأشياء المترجمة.
8- هناك روايات عربية تتكئ على مسألة اللغة الشعرية. هذه الروايات هل هي صالحة للترجمة؟
نعم قد تكون مشكلة كبيرة. هناك شعرية في كل لغة ولكنها تعتمد على الأصوات والإيقاعات وبنية الكلمة نفسها أكثر مما تعتمد على الأفكار والدلالات أي الأشياء الخاصة جدا باللغة والملامح العميقة فيها فهو كذلك مثل الفرق بين السوداني والكوري فهذا إنسان وذاك إنسان ولكن شكليهما مختلفان تماما. ترجمة الشعرية مثل أكل الكبسة بالعصايا الصينية أو عزف سوناتا لبيتهوفن على آلات موسيقية يابانية. ترجمة النصوص الأدبية غير ترجمة النشرة الجوية تحتاج إلى تصرف وكم كبير من الخيال والتخيلات فكثيرا عندما أترجم نصا أجد نفسي أمام الكلمة العربية ولكن الكلمة الإنجليزية التي تقابلها من حيث المعنى لا تنفع إطلاقا في السياق الشعري لأنها قصيرة أو طويلة أو لا تبدأ بحرف معين الخ واختياري في الآخر يقع على كلمة بعيدة من الأصل من حيث المعنى ولكن قريبة من حيث القيمة الصوتية.

الحوار مع المترجم انتوني جوزيف كالدربانك منشور على الموقع:

http://www.atinternational.org/old-site/modules/newbb/viewpost.php?viewmode=compact&order=ASC&forum=18&menumode=1