الجمعة، 6 مايو 2011

ملاحظات في ترجمة الرواية في العراق و العالم العربي

ا.د. كاظم العلي

كان من المؤمل أن تلقى هذه الورقة البحثية في الندوة التي أقامتها دار السياب للطباعة و النشر و الترجمة بعنوان "أثر الترجمة في عالمية القصة القصيرة في العراق" في يوم الأربعاء الموافق 4/5/2011 لكن حال دون ذلك أسباب ..........

مقدمة (1):

بالرغم من ان الأدب العراقي يحفل بالعديد من الأسماء اللامعة في كتابة القصة القصيرة و غيرها من الأجناس الأدبية إلا ان كتابنا و أدبائنا  و قصاصينا يفتقرون للعالمية لأسباب شخصية تتعلق بالكتاب و الأدباء العراقيين أنفسهم  أو بسبب من انغلاق العراق على نفسه دولة و شعبا و حضارة و ثقافة و خصوصا في فترة الحكم الشمولي التي خطفت العراق زهاء ما يقرب من أربعة عقود مما يجعل الحديث عن عالمية القصة القصيرة في العراق صعبا بل و غير ممكن و عن أثر الترجمة في ذلك أيضا . لدينا في البصرة ، مثلا، قصاصون كبار مثل محمود عبد الوهاب و محمد خضير و مهدي عيسى الصقر ، و لكن لا أحد منهم ، مع الأسف للمرة الثانية، يملك شعبية نظرائهم المصريين من أمثال يوسف إدريس و يحيى حقي أو نجيب محفوظ. 

حظوظ ترجمة أعمال القصاصين و الروائيين العراقيين أقل بكثير من حظوظ زملائهم المصريين  ربما لأن مصر أكثر انفتاحا على الآخر ، لأن مصر بلد سياحي ، يستقبل الآخر و يحتضنه،  و لهذا يقضي الكتاب و المترجمون الأجانب فترات طويلة للإطلاع على الحضارة و الثقافة المصريتين و على اللغة العربية بينما لم يعد العراق منذ 1968 بلدا مضيافا، فالأجنبي و كل من يقترب منه أصبح موضع شك و ريبة و متابعة من عيون رجال الأمن. إن تتبع سير حياة معظم، إن لم نقل جميع، مترجمي الأدب العربي الكبار تكشف عن فترات سياحية ممتازة قضوها بين الكتاب و المثقفين العرب في مصر و لبنان بل ان مترجم الأدب العربي الحديث الشهير دينيس جونسون ديفيز الذي سكن القاهرة نهائيا يعلن عن انقطاع صلته بوطنه الأم انكلترا و عدم زيارته له منذ مدة طويلة. و برأيي المتواضع أرى ان المترجم الأجنبي يلعب دورا بارزا في نشر العمل المترجم أكثر من المترجم المحلي لأسباب عديدة و منها سهولة استقبال الاسم الأجنبي للمترجم من مواطنيه و توقعات القراء بأن المترجم الأجنبي سيكون أكثر تلبية للجوانب الأسلوبية و الجمالية في عملية النقل، و قد يكون الحل الوسط هو بمشاركة المترجم المحلي نظيره الأجنبي.

مقدمة (2):

في البلدان المحكومة بالشمولية تكون الترجمة إلى اللغة الأجنبية في معظمها ترجمة دعائية (بروباغاندا) ...خذ مثلا ما أنتجته دار المأمون للنشر و الترجمة في العراق من ترجمة خطابات و أحاديث الرئيس العراقي السابق و مؤتمرات الحزب القطرية و القومية و الأعمال الأدبية التي تروج للنظام مثل "الأيام الطويلة" التي تحكي سيرة "نضال" صدام حسين لصاحبها عبد الأمير معلة  أو رواية "شهداء بلا أكفان" لكاتبها المغمور الأسير العائد من إيران عزيز العبيدي الذي كرمه و ميزه الرئيس السابق بطريقة لم يفعلها مع أي من الكتاب الكبار إذ جاء في الأمر الرئاسي 1740 في 8 نيسان 2000 بوجوب قيام المستويات الحزبية المختلفة و الوزراء بقراءة الرواية  و بقيام المحطات الإذاعية و التلفازية ببثها و بترجمتها إلى الفارسية و عدد من اللغات الحية و توزيعها على الجامعات الأجنبية و المنظمات الإنسانية و السفارات الأجنبية.فلو ان مثل هذه الإمكانات و الموارد سخرت لخدمة الثقافة و الأدب العراقيين من دون ادلجة لكانت خدمت النظام بصورة اكبر و أوسع!

مقدمة (3):

بين مؤسسة الزواج الاجتماعية و ممارسة الترجمة الثقافية في العالم العربي خطوط متشابهة عديدة:

-       يقدم الشاب على الزواج من دون أن يكون مؤهلا ماديا، و يقدم الطالب على اختيار أقسام اللغات و الترجمة من دون مؤهلات لغوية.
-       لا تقدم الدولة للمتزوجين الشباب و المترجمين الشباب الرعاية الكافية بسبب عدم انتباهها و اهتمامها و "ضعف مواردها" في الحالتين.
-       تنتج مؤسسة الزواج العديد من الأبناء الذين لا تتوفر لهم الرعاية التربوية و التعليمية الكافية بسبب أعدادهم الكبيرة و كذلك هو الحال مع أقسام اللغات و الترجمة التي تقبل الطلبة بالمئات في الدراستين الصباحية (و المسائية).
-       خريجو مؤسسة الزواج و خريجو أقسام اللغات و الترجمة أعضاء غير منتجين في المجتمع، و هو ما يمكن أن نلمسه من ندرة نتاج أساتذة و خريجي قسمي اللغة الإنكليزية و الترجمة في كليتي الآداب و التربية في جامعة البصرة مثلا.

إن الناشر الرئيس للأدب العربي المعاصر باللغة الإنكليزية اليوم هو الجامعة الأمريكية بالقاهرة إذ ترجمت الجامعة جميع أعمال نجيب محفوظ مغطية بذلك سبعين عاما من الإبداع. و بالرغم من تأكيد الجامعة على الأدب المصري، فإنها لم تهمل أدب بقية العالم العربي.و في غضون الخمسة عشر عاما الأخيرة ، تحسنت نوعية النتاجات المترجمة كثيرا ، و تقوم مطبعة الجامعة بتوزيع (80%) من نتاجها المترجم في مصر و (15%) في الولايات المتحدة و (5%) في المملكة المتحدة.

لقد توجهت إلى قسم الترجمة بكلية الآداب بجامعة البصرة بمقترح تخصيص مشاريع الدراسات العليا في القسم لترجمة الأدب و الدراسات الترجمية و اللغوية و الفلسفية و الفكرية المهمة من و إلى اللغة الإنكليزية و تمت الموافقة عليه بين تحفظ و ممانعة و من المؤمل أن يتخرج أول طلابي بترجمة رواية "باخ الأطفال" للروائية الأسترالية هيلين غارنر مع مناقشة اشكاليات ترجمة الأدب الأسترالي. و من الممكن أن يكون جزءً من المشاريع موجها نحو ترجمة نماذج متميزة من الأدب العراقي إلى الإنكليزية.

و لست أدري كيف يحق للبعض الحديث عن نظرية المؤامرة التي ربما يكون ادوارد سعيد أول من أشار إليها بمقاله   “Embargoed Literature”  المنشور في صحيفة The Nation. لنسلم جدلا أن هناك مؤامرة تستهدف نشر الأدب العربي المترجم، فما الذي أعددناه من رباط الخيل...ما الذي ترجمناه و شجعنا الآخرين على ترجمته من أجل كسر الحواجز اللغوية و الثقافية و من اجل كسر الصور النمطية السلبية عن العرب و نتاجهم الأدبي؟؟

حوارات المترجمين:

تعد المقدمات التي يكتبها المترجمون لأعمالهم المترجمة و الحوارات التي يقومون بها مصدرا مهما من مصادر استكشاف جوانب خافية من العمل الترجمي الإبداعي إذ لم يعد المترجمون جنودا مجهولين و عبيدا مخلصين لكتابهم و نصوصهم الأصلية خصوصا في ضوء النضال الذي يخوضه عدد كبير من المترجمين و منظري دراسات الترجمة من أجل الحصول على حقوقهم المادية و المعنوية و الاعتبارية و بدفاعهم عن أصالة عملهم الإبداعي و هو أمر أنكره و لا زال ينكره عليهم عدد كبير من المهتمين بالشأن الأدبي و الثقافي الذي كما يرى هلير بيلوك في محاضرته التيلرية عن الترجمة :
The art of translation is a subsidiary art and derivative. On this account it has never been granted the dignity of original work, and has suffered too much in the general judgment of letters. This natural underestimation of its value has had the bad practical effect of lowering the standard demanded, and in some periods has almost destroyed the art altogether. (Bassnett, 1993:138)

أن فن الترجمة فن ثانوي و اشتقاقي. و بموجب وجهة النظر هذه فإن الترجمة لم تمنح مطلقا منزلة العمل الأصيل، و قد عانت الكثير في التقييم العام للآداب. و كان لهذه المنقصة الطبيعية لقدرها التأثير العملي السيئ في تقليل المعيار المطلوب، و دمرت في بعض الفترات الفن بكامله تقريبا.

سنسلط الضوء في الصفحات القليلة القادمة على حوار أجري مع المترجم البريطاني أنتوني جوزيف كالدربانك الذي عنوانه "القراء الإنجليز أصيبوا بخيبة أمل في الروايات المترجمة من العربية"و المنشور في موقع الجمعية الدولية للمترجمين العرب . و يكشف الحوار عما سبق ذكره من أهمية معايشة المترجم للغة العمل الأدبي المنوي ترجمته و عن ضرورة إطلاع الروائي العربي على تقنيات كتابة الرواية العالمية و التخلي عن أساليب الكتابة العربية أو تخفيف حدتها. و تبقى الإشارة ألمهمة هي أن ترجمة النتاج العربي و نشره قضية تحتاج في الأساس إلى موارد مادية لا غير ، و العرب اليوم يملكون الكثير من تلك الموارد ، أما إذا كانت القيادات السياسية التي تملك القرار بشأن توجيه تلك الموارد و صرفها لا تعبأ بالشأن الثقافي و لا بترجمة الأدب العربي و نشره و تحسين الصور النمطية السيئة التي تحاول بعض الجهات ترسيخها فلا يحق لنا أن نشتكي و نتباكى من ظلم الغرب لنا و "تدويخ" العالم بمظلوميتنا :
قام السيد أنتوني جوزيف كالدربانك البريطاني الجنسية والذي يعمل مساعدا لمدير مكتب المجلس الثقافي البريطاني، بترجمة عدد من القصص القصيرة في أوائل التسعينات منها أربع قصص فلسطينية في مجموعة لنور وعبد الوهاب المسيري عنوانها أرض الزعتر والحجر ولا يزال يترجم القصص القصيرة والنبذ الأدبية الأخرى لمجلة بانيبال البريطانية، وكذلك قام بترجمة العديد من الروايات العربية الخباء، الباذنجة الزرقاء لميرال الطحاوي، ذات لصنع الله إبراهيم، رادوبيس لنجيب محفوط.والقارورة ليوسف المحيمد.
و سألخص أهم النقاط التي ركز عليها كالدربانك في حديثه عن ترجمة الروايات العربية:
1- في البداية نحب أن نتعرف على مسيرتك في الاطلاع على الأدب العربي وخصوصا في مجال الرواية

بدأت قراءة الأدب العربي وأنا طالب في جامعة مانشستر حيث درست اللغة العربية هناك في قسم الدراسات الشرق أوسطية ولكن في هذه المرحلة المبكرة من اللغة كانت قراءة الأدب تجربة صعبة. مستوى اللغة لم يكن كفاية لاستيعاب الرواية بشكل مباشر وكانت عملية القراءة بطيئة وغير تلقائية. إلا أننا في هذه الفترة اطلعنا على بعض الأعمال العظيمة في التراث العربي مثل المتنبي والجاحظ وامرىء القيس مما استفدت منه كثيرا فيما بعد. انتقلت بعد الدراسة إلى القاهرة لكي أتعمق في اللغة وأعيش في بيئتها ووجدت بعد فترة قصيرة أن قدرتي على اللغة ليس فقط الفصحى بل العامية أيضا قد تحسنت بحيث أنه كان بإمكاني أن أقرأ بسهولة اكبر بكثير وأستوعب النصوص التي بين يدي وأقدرها بفعالية ومن هنا بدأت أقرأ محفوظ وادريس وانيس منصور وكتاب مصريين آخرين ولكن كانت معرفتي بكتاب عرب من جنسيات أخرى ما زالت محدودة للغاية.
2- تجربتك الأولى في ترجمة الرواية العربية كانت مع روايات ميرال الطحاوي. كيف كانت هذه التجربة وبماذا تميزت روايات ميرال؟
أول رواية ترجمتها كانت الخباء لميرال الطحاوي. هي رواية قصيرة ذات طابع أسطوري سحري يخلط بين الأحداث الواقعية والحكايات الفلكلورية البدوية. احتاجت الترجمة إلى الكثير من التصرف مني كي انتج نصا يقبله القارئ الإنجليزي خصوصا مع أبيات الشعر والحكم البدوية وعلى سبيل المثال في بعض الأحيان الترجمة تعطي معلومات زيادة تشرح سياق البيت بدلا من ترجمة حرفية. فأنا اجتمعت مع الكاتبة لمناقشة بعض النقاط في النص لكي أتوصل إلى فهم عميق للنص والاختيارات التي قامت بها ميرال. أسلوب ميرال صعب ومعقد مليء بالإشارات إلى الأدب الكلاسيكي ليس كل قارئ مصري يفهمه بشكل كامل وأعتقد أن الترجمة الإنجليزية يكون أسهل فهما بالنسبة إلى القارئ من الأصل العربي. تعلمت من هذه التجربة ضرورة الاتصال بالكاتب من أجل الحصول على فهم مضبوط ليس فقط للنص بل أيضا للدوافع والأهداف التي وراءه .
3- كمترجم إلى أي حد تتدخل في تفاصيل العمل المترجم وهل يتم ذلك بالاتفاق مع الروائي صاحب العمل؟

أتدخل بالتأكيد ولكن حسب أسلوب النص الأصلي فعلى سبيل المثال التدخلات أكثر مع رواية لميرال منها مع عمل لنجيب محفوظ ويتم هذا أحيانا بالاتفاق مع الكاتب وأحيانا لا فأنا لم أقابل محفوظ ولم يكن هناك حاجة إلى ذلك و أيضا يعتمد على معرفة الكاتب للغة الإنجليزية فعندما ترجمت ذات لصنع الله إبراهيم قام صنع الله بقراءة النص المترجم كاملا لأنه كان يريد أن يطمئن بان الترجمة تعطي نفس الفكرة التي كان يقصدها بالأصل العربي وفي بعض الأحيان دارت بيننا نقاشات حيوية حول الاختيارات المختلفة للكلمة المضبوطة.

4- ما هي عوائق ترجمة الروايات العربية إلى الإنجليزية؟

إن كنت تقصد بالعوائق الحواجز فلا توجد عوائق بالنسبة إلى الترجمة نفسها فكل جملة في العربية قابلة للترجمة إلى الإنجليزية بطريقة أو بأخرى فأرى أن المشكلة تكمن أكثر في مدى تقبل القارئ الإنجليزي للرواية المترجمة فتقاليد الأدب العربي تختلف عن التقاليد الإنجليزية من حيث تطوير الأشخاص وسلسلة الأحداث وتركيبها و سمعت من قراء إنجليز قرءوا روايات مترجمة من العربية عن "خيبة أملهم" من ضعف الشخصيات وأيضا مما يسمونه إفراطاً في العاطفية وقد يعود ذلك إلى خبرة القارئ الإنجليزي مع الرواية منذ قرون وصغر سن الرواية العربية ولكن لا تنس عدم إقبال القارئ الإنجليزي على الأدب المترجم بصفة عامة وليس على اللغة العربية فقط.

5- حدثنا عن تجربتك في ترجمة فخاخ الرائحة ليوسف المحيميد .

تعرفت على فخاخ الرائحة لأول مرة عندما أرسلت لي الزميلة مارجرت اوبانك محررة مجلة بانيبال في بريطانيا فصلين من الرواية طالبة مني ترجمتها للمجلة فقرأت الفصلين فأعجبتني قوة اللغة وبساطتها وصدقها مع حيوية الشخصيات وجراءة الرواية كان شيئا منعشا وجديدا بالنسبة إلي وكانت أول تجربة مع الرواية السعودية فقررت أن أترجمها على الفور واتصلت بيوسف وطلبت منه نسخة من الرواية فلما قرأتها زدت حماسا للعمل وقمت بترجمتها.
6- أحيانا تتم ترجمة بعض الأعمال إلى الإنجليزية ليس بسبب الجودة الفنية في الرواية ولكن لأنها تلامس بعض الأمور المتعلقة ببيئة المكان. هل يشكل هذا الأمر هاجسا لك في الترجمة؟

بلا شك هناك بعض الأفكار النمطية
stereotypes الرائجة حول الآخر في كل المجتمعات ونجد إن أحيانا الناشر يميل إلى نشر القصص أو الروايات التي تخدم هذه الأفكار وعلى سبيل المثال قد يكون الإقبال على أعمال نسائية توحي بأن المرأة العربية مضطهدة دون التركيز على أوجه أخرى من حياتها. أو مثال آخر رواية بنات الرياض فالعنوان مغر والموضوع ممتع ومثير حتى إذا كان الجودة الأدبية ناقصة كما يقول البعض ولكن مع ذلك فيمكنك أن تتأكد أن ترجمتها ستلاقي اهتماما واسعا. ولكن هذا الأمر لا يسبب مشكلة بالنسبة إلي كمترجم لأني قبلت بعض الأعمال التي عرضت علي للترجمة ورفضت البعض الآخر. أعتقد أن كلما كثر عدد الأعمال المترجمة إلى اللغة الإنجليزية فإن الصورة العامة التي تقدمها هذه الأعمال إلى القارئ الأجنبي عن العالم العربي وثقافته ستتسع والاهتمام بالأشياء المعينة الضيقة ستختفي.

7- إلى أي حد انفتاح القارئ الإنجليزي لقراءة الروايات العربية المترجمة؟

هي مشكلة لأن انفتاح القارئ الإنجليزي لقراءة الروايات المترجمة من أي لغة محدود للغاية ونسبة الأعمال المترجمة التي تنشر سنويا ضئيلة جدا بينما تكون النسبة في دول أخرى مثل فرنسا أو ألمانيا أعلى بكثير. فقد يرجع ذلك إلى أسباب كثيرة منها ثروة الأدب الإنجليزي ) أو بالأدق الأدب الذي يكتب بالإنجليزي فيشمل هذا الأدب الأمريكي والأفريقي والهندوباكستاني والأسترالي الخ) مقارنة بالآداب الأوروبية الأخرى. فأنا أعرف شخصيا قراء إنجليز قالوا إنهم لا يقرأون الأشياء المترجمة.
8- هناك روايات عربية تتكئ على مسألة اللغة الشعرية. هذه الروايات هل هي صالحة للترجمة؟
نعم قد تكون مشكلة كبيرة. هناك شعرية في كل لغة ولكنها تعتمد على الأصوات والإيقاعات وبنية الكلمة نفسها أكثر مما تعتمد على الأفكار والدلالات أي الأشياء الخاصة جدا باللغة والملامح العميقة فيها فهو كذلك مثل الفرق بين السوداني والكوري فهذا إنسان وذاك إنسان ولكن شكليهما مختلفان تماما. ترجمة الشعرية مثل أكل الكبسة بالعصايا الصينية أو عزف سوناتا لبيتهوفن على آلات موسيقية يابانية. ترجمة النصوص الأدبية غير ترجمة النشرة الجوية تحتاج إلى تصرف وكم كبير من الخيال والتخيلات فكثيرا عندما أترجم نصا أجد نفسي أمام الكلمة العربية ولكن الكلمة الإنجليزية التي تقابلها من حيث المعنى لا تنفع إطلاقا في السياق الشعري لأنها قصيرة أو طويلة أو لا تبدأ بحرف معين الخ واختياري في الآخر يقع على كلمة بعيدة من الأصل من حيث المعنى ولكن قريبة من حيث القيمة الصوتية.

الحوار مع المترجم انتوني جوزيف كالدربانك منشور على الموقع:

http://www.atinternational.org/old-site/modules/newbb/viewpost.php?viewmode=compact&order=ASC&forum=18&menumode=1

الجمعة، 1 أبريل 2011

لن يعلم أحد بالفرق!!!


باولو كويلو

ترجمة كاظم العلي

أخبرني صديق بقصة أب أخذ ولديه ليلعبا الغولف المصغرة . و عند محل قطع التذاكر أراد أن يعرف الأسعار فأجابه بائع التذاكر:

خمس عملات للكبار، و ثلاث لمن أعمارهم تزيد على السادسة، و الدخول مجاني لمن تقل أعمارهم عن السادسة.

أجاب الرجل: أحدهم يبلغ ثلاث سنوات و الآخر سبعة. سأدفع عن الكبير.

فأجابه بائع التذاكر: أنت أحمق. كان بإمكانك أن تحتفظ بثلاث عملات بقولك أن عمر الكبير أقل من ست سنوات فلم أكن لألحظ الفرق أبدا.

قال الرجل: ربما يكون ذلك صحيحا، لكن الطفلان سيعرفان و سيتذكران المثال السيئ للأبد!

A friend tells me the story of a father who took his two boys to play mini-golf. At the ticket office he wanted to know the price.
- Five coins for adults, three for those over six years. Under six years entry is free.
- One of them is three, the other seven. I’ll pay for the oldest.
- You are silly – said the ticket seller. You could have saved three coins, saying that the oldest was under six; I would never have known the difference.
- That may be, but the boys would know. And they would remember the bad example for ever.

الخميس، 10 مارس 2011

قلوب!

بريا سبير
وقف رجل شاب في وسط المدينة يعلن أنه يملك أجمل قلب في الوادي بأكمله.و تجمع حشد من الناس و اعترفوا جميعا بأن قلبه كان مثاليا إذ لم تكن فيه علامة أو عيب واحد.

غير أن شيخا ظهر في مقدمة الحشد و قال:

"ليس قلبك بأجمل من قلبي تقريبا".

فنظر الحشد و الشاب على قلب الشيخ الذي كان يخفق بقوة والمليء بالندب و  الذي كان فيه أماكن أزيلت منها قطع و أماكن  أضيفت إليها قطع أخرى ... لم تتلاءم بصورة صحيحة،  و كانت في القلب بضعة حافات مثلومة. نظر الشاب إلى قلب الشيخ و ضحك قائلاً:

"لا بد أنك تمزح . قارن قلبك بقلبي، قلبي مثالي و قلبك مليء بالندوب و الدموع".
قال الشيخ: "نعم ، قلبك مثالي المظهر لكنني لن أبادلك بقلبي ، فكما ترى كل ندبة تمثل شخصا منحته حبي...أقطع قطعة منه و امنحها له... و عادة ما يمنحونني قطعا من قلوبهم تناسب المكان الفارغ في قلبي، لكن لأن القطع ليست دقيقة ترى هناك أماكن غير متناسبة".

" و أحيانا أقطع من قلبي قطعا ... و لا يعيدونني الآخرون  بقطع من قلوبهم و لذلك ترى الثقوب بارزة... فلا بد من إعطاء الحب فرصة.و بالرغم من أن الجروح الفاغرة مؤلمة إلا أنها تذكرني بالحب الذي أكنه لهؤلاء الأشخاص أيضا... و آمل أن يعيدونني قطعا من قلوبهم و يملأون في يوم من الأيام الأماكن الفاغرة. فهل تعرف الآن معنى الجمال الحقيقي؟

وقف الشاب صامتا و الدموع تنهمر على خديه. و مشى إلى الشيخ و أمسك بقلبه المثالي و أقتطع قطعة منه و منحها للشيخ.

أخذ الشيخ هديته ووضعها في قلبه ثم أخذ قطعة من قلبه العجوز المليء بالندوب ووضعها في المكان الفارغ في قلب الشاب.

و تناسبت القطعة مع المكان...وأن لم تكن بصورة مثالية إذ كانت هناك حافات مثلومة.
نظر الشاب إلى قلبه الذي لم  يعد مثاليا إلى الأبد ...لكنه صار أكثر جمالا من قبل طالما أن الحب الذي يملأ فلب الشيخ تدفق في قلبه!
A young man was standing in the middle of the town proclaiming that he had the most beautiful heart in the whole valley. A large crowd gathered and they all admired his heart for it was perfect. There was not a mark or a flaw in it.
But an old man appeared at the front of the crowd and said,
“Your heart is not nearly as beautiful as mine.”
The crowd and the young man looked at the old man’s heart. It was beating strongly but full of scars. It had places where pieces had been removed and other pieces put in … but they didn’t fit quite right and there were several jagged edges. The young man looked at the old man’s heart and laughed.
“You must be joking,” he said. “Compare your heart with mine … mine is perfect and yours is a mess of scars and tears.”
” “Yes,” said the old man, “Yours is perfect looking … but I would never trade with you. You see, every scar represents a person to whom I have given my love….. I tear out a piece of my heart and give it to them … and often they give me a piece of their heart which fits into the empty place in my heart but because the pieces aren’t exact, I have some rough edges.
“ Sometimes I have given pieces of my heart away … and the other person hasn’t returned a piece of his heart to me. These are the empty gouges … giving love is taking a chance. Although these gouges are painful, they stay open, reminding me of the love I have for these people too … and I hope someday they may return and fill the space I have waiting. So now do you see what true beauty is?”
The young man stood silently with tears running down his cheeks. He walked up to the old man, reached into his perfect young and beautiful heart, and ripped a piece out. He offered it to the old man.
The old man took his offering, placed it in his heart and then took a piece from his old scarred heart and placed it in the wound in the young man’s heart.
It fit …. but not perfectly, as there were some jagged edges.
The young man looked at his heart, not perfect anymore but more beautiful than ever, since lovefrom the old man’s heart flowed into his.

send your 20 second story to Paulo Coelho Blog





الاثنين، 7 مارس 2011

تبشير Teaching Faith


تبشير      Teaching Faith

كانت الحسناء
تنشر الإيمانَ بخالقها
أسرع مِن جيشٍ من المبشرين...
فأينما مشَتْ
تتردَّدْ مِن حولِها: ((سبحانك!))

Teaching Faith

The beauty was preaching
The word of her God
Faster than an army of missionaries..
Wherever she walked
"Glory to you," she was told!

شعر كاظم الحجاج    و ترجمة كاظم العلي و عادل الثامري



الجمعة، 25 فبراير 2011

الطائر يقرر

باولو كويلو
ترجمة كاظم العلي

عثر طائر مسن على قطعة من الخبز فطار بها بعيدا. و لما رأته الطيور الصغيرة قررت اللحاق به و مهاجمته.و حين وجد الطائر أن معركة وشيكة تكاد تنشب بينه و بين الطيور، أسقط قطعة الخبز في فم أفعى مفكراً:


"عندما تكون مسنا ترى الأمور بشكل مختلف. لقد فقدت للتو وجبة طعام، غير أنني يمكن أن أجد قطعة خبز يوم غد كالعادة، لكنني إن تمسكت بها أكون قد أشعلت حربا في الأعالي، و سيصبح الفائز موضع حسد و سيتحزب الآخرون ضده، و ستملأ الكراهية قلوب الطيور و يمكن أن تستمر لسنين طوال".


حكمة الشيخوخة : لابد من معرفة مقايضة الانتصارات الوشيكة بالانتصارات الدائمة.

السبت، 19 فبراير 2011

معلمو ذلك الزمان

بقلم كاظم العلي

كان معلمونا في المدرسة الابتدائية، رحم الله الأموات منهم و أطال عمر الباقين، يحذروننا من أن لديهم طيرا يجوب الحارات و المناطق و البيوت بحثاً عنا ليعرف من يقرأ و يدرس و من يلعب في الشوارع. و كنا نصدق ما يقوله لنا معلمونا و نخاف من أن يمسكنا الطير نلعب! فهل يصدق أبناؤنا اليوم في عصر الفضائيات التي لا تبدأ بالقرآن الكريم و لا تختم به في الحادية عشر مساءً قصة الطير ؟ هل يصدق أبناؤنا اليوم قصة الطير و هم يدمنون مشاهدة أفلام الرعب و الأكشن و الجنس منذ نعومة أظفارهم؟

الخميس، 17 فبراير 2011

عالم الاقتصاد محمود الحبيب

بقلم كاظم العلي

لم يدرسني الدكتور محمود الحبيب الأستاذ في كلية الإدارة و الاقتصاد ، لكننا طلبة قسم اللغة الانكليزية كنا نأخذ محاضراتنا في قاعاتهم، و نجلس في ناديهم و نختلط بطلبتهم و طالباتهم و نعرف أساتذتهم و نسمع عنهم. و كان محمود الحبيب يرحمه الله واحدا من العلماء الكبار الذي لا يترك حقلا من حقول العلم و الفكر إلا و شارك به. و كانت له في واجهة نادي الكلية لوحة إعلانات مسماة بلوحة "الحبيب" يكتب فيها شعرا و نثرا في موضوعات شتى. و كانت روح الحبيب على كبره خضراء تحب الجمال و الجميلات، و ما أكثره و أشهاه و ارقه في تلكم الأيام. كان موقع باب الزبير يعبق برائحة الأنثى حيثما وليت وجهك. و من الطرائف التي تروى عن الحبيب أنه لم يكن يسمح للطلبة المتأخرين بالدخول إلى محاضراته، لكنه مع الجميلات شيء آخر. و ذات مرة سمح لطالبة متأخرة أن تدخل قاعة المحاضرة ، و بينما هي تصعد المدرجات أخذ الطلبة الذكور يدمدمون و يهمسون مستنكرين ذلك فرد عليهم قائلا: لا تتهامسوا و لا تدمدموا،  انظروا إليها، انها لا تمشي على المدرجات بل تمشي على قلبي! فضحك الجميع و تقبلوا عبارة الغزل من أب محب كبير.